في مساء دافئ من مساءات مكناس الباردة. وما بين اعتلال نسيم الريح واختلاج أوتار العود والكمان والهجهوج امتجزت نفائس ديوان الشاعر محمد بلمو بأنفاس مدينة مكناس التي احتفلت بابنها في حفل توقيع الإصدار الثاني لديوانه "رماد اليقين" في حفل بهيج سهرت على تنظيمه جمعية صورة آرت للمسرح والتنمية بمكناس في إطار أنشطتها الثقافية وبشراكة مع شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب وجمعية الدائرة الفنية.
هنا في مقهى ميشيل جوبير الثقافي بمكناس تمت مراسيم الاحتفاء بابن الحاضرة الاسماعلية في حفل تخللته عدة فقرات وأنشطة وضع تاج قصيدة "هل أنا الريح أيها المداد" على مفرقها في تعانق مخملي مع إيقاع العود الذي أدفأ المشاعر والأجواء.. تلتها مساهمات نقدية، قدم الأستاذ يحيى عمران ورقة في الديوان تحمل عنوان "ثقوب على جدار الصمت" و خص الأستاذ بوعزة الخالقي قصيدة "رماد الرماد" بقراءة عاشقة حيث تمازجت أصباغ الشعر والموسيقى والفكر والفن في لوحة مخملية كان للأستاذ زهير اسليماني فضل تشكيلها بفرشاة التسيير والتنشيط التي تملك زمامها.
هذا، وقد تميز الحفل أيضا حضور فعاليات جمعوية محلية وعدد من البدعين، كما استقطب فئات عمرية مختلفة لم يجلبها شيء آخر سوى موسيقى الشعر وجرس القصيدة ووقع الكلمة التي صدح بها الشاعر ، نافضا الغبار عن آلام ذات تماهت و المدينة.. مكناسة الزيتونة التي كانت ولا زالت عاصمة للفكر والثقافة والشعر.